الافتتاحية

في ظل الأوضاع المأساوية ومن تحت ركام وأثقال الماضي وعبء الواقع في كثير من المجالات، ومن أهمها وعورة الطرق انطلقت مبادرة الأهالي لرصف الطرقات في عزلة بني أحمد بمديرية الفرع بمحافظة إب، يحدوها طموح كبير لتخفيف المعاناة عن الجميع، وإزاحة الكابوس المخيف والشبح المرعب الذي يقف أمام المسافر من وإلى بلده، كما هدفت المبادرة إلى تحسين الأوضاع لكثير من العمال والفنيين، فانتعشت العزلة، وعلى أصدائها انتعشت كثير من العزل والمديريات خلال عامها الأول، شعارنا: ((لنكن على الخير أعوانا))، وهاهي المبادرة في عامها الثاني تزداد ازدهارا وتقدما، ولن نقف بإذن الله حتى تحقيق كامل أهدافها.

ومع ولادة هذه المبادرة ولد الأمل والنجاح، والطموح والإبداع، والتفنن، والعمل الجماعي والطوعي، وذابت مظاهر الأنانية والتفرق، فاجتمع الناس على هدف واحد، يشارك الجميع في صنعه رجالًا ونساء، صغارًا وكبارًا، مقيمين ومغتربين، في تنافس عجيب لم يسبق له مثيل.
إنها مبادرة شاملة صنعها الكُتّاب بأقلامهم، والشعراء بقصائدها، والمصممون بإبداعاتهم، وأصحاب الجود بأموالهم، وأهل الجاه بجاههم، والعمال بعرقهم وجهدهم، وأهل الرأي بآرائهم.
إنها تاريخٌ يُسجَّل، وحكاياتٌ تُروى، وسعادة تُزرع، ومُستقبلٌ يُرسَم، وصدقات جارية تُسطر على ضفاف الجبال والوديان، ودعواتٌ تُرفع للباذلين بالبركة والقبول والخلف عما أنفقوا.
حقَّقت المبادرة الكثير الكثير مما يتطلع إليه صانعوها، وما زالت قوافل الخير تَنضم إليها، وتزداد كل يوم، فقد بدأت بانضمام رجل السبق وعَلم الخير الوالد قاسم عمر عبد الكافي، وتبعه رجال الخير وعنوان التلاحم/ حمود أحمد يوسف وإخوانه، ومؤخرًا وليس آخرًا: انضمام رجل العزم والحب والوفاء والعطاء، الذي رفد المبادرة رفدًا دفع بها مسافات إلى الأمام، الباذل بذل من لا يخشى الفقر، رجل المبادرة الأول، الوالد/ عبد القادر عبد الباري الشقراني.
يضاف إلى من ذُكِر المئات من فاعلي الخير الأجواد الكرام، لا تكفي هذه الأسطر لذكرهم، وعند الله ما قدموه وبذلوه، فجزاهم الله جميعًا خير الجزاء، وما زال الباب مفتوحًا لهم ولغيرهم للسباق إلى الخير والتعاون لخدمة أنفسنا، وإرضاء ربنا، والإحسان إلى أقاربنا بالصدقة عنهم، ونعبر عن صدق ما نحمله من حب ورأفة وحنان لمجتمعنا ووطننا.
إن المبادرة تمثل تلاحمًا مجتمعيًّا، وتكافلًا اجتماعيًّا، ونفعًا واسعًا، وذكرًا متجددًا، وإحسانًا شاملًا، به نستنزل رزق الله وعطاءه، ولا يضيع إحسانٌ البتة.
ونحن في لجنة مبادرة الأهالي نشكر لأهل العطاء عطاءَهم، ولا سيما المغتربون، فقد مثَّلوا واسطة العقد وخاتمته، ونسأل الله لهم البركة في أرزاقهم وصلاح ذرياتهم، ونشكر كل من ساهم في نجاح وتسويق المبادرة ولو بكلمة، كما نشكر أمين عام المجلس المحلي الأستاذ/ رشاد عبد الله مفرح على اهتمامه بمشاريع المبادرة، كما نشكر كل الإعلاميين في الداخل أو الخارج الذين ساندوا المبادرة وأوصلوا صوتها إلى كل الخيرين، وهذا الجهد في هذا الملف شاهد من شواهد إبداعهم، وبتعاون الجميع أصبح الحلم حقيقة.
والحمد لله أولًا وأخيرًا.


كتبه أ/ مكين عبده غالب
رئيس لجنة مبادرة الأهالي لرصف الطرقات

تم عمل هذا الموقع بواسطة