اسم اختاره أبناء عزلة(بني أحمد ــ الثلث) ليكون عنوانا للنهوض الخدمي بعزلتهم التي تتبع مديرية فرع العدين محافظة إب ؛تلك المديرية التي تفتقر لأبسط الخدمات الأساسية، كالطرقات والمياه والكهرباء؛ ونتيجة للمعاناة التي يعيشها أبناء المديرية بشكل عام، وافتقارهم لمقومات الحَيَاة من الخدمات خصوصا في مجال الطرقات، قرّرَ أبناء العزلة أن يقوموا بمبادرة أهلية تهدف بشكلٍ أساسي لرصف الطريق الرئيسية للعزلة التي تشكل وعورتها كابوسًا يؤرقهم عند السير عليها ويتسبب بكثير من الخسائر المادية والبشرية ورصفها يُعَدُّ حلماً يراودهم من سنين وهدفًا يأمل الجميع أن يتحقق.
انبعثت تلك الفكرة بعد أن يئس أبناء العزلة من أي تحرك للجهات الحكومية ذات الاختصاص في هذا الصدد وفقدهم الأمل في تحقيق أي وعود نتيجة للأوضاع التي تعيشها البلاد.ومن هذا المنطلق كان لزامًا عليهم أن يصنعوا مجدًا يفاخرون به مدى الدّهر ويكتبون تاريخًا جديدًا للمنطقة بمبادرة استثنائية في ظرف استثنائي؛وفي أول خطوة لتحقيق هذا الحلم قاموا بتشكيل لجنة لهذه المبادرة من خيرة أبناء العُزلة، في رمضان ١٤٣٧هـ الموافق لشهر يونيو 2016م .
حيث قامت هذه اللجنة برسم الخطط ووضع الدراسات اللازمة لتدشين هذه المبادرة، وكان للجانب الإعلامي دورا ملحوظا في الترويج للمبادرة وجمع التبرعات والمساهمات وتمت الإستفادة من وسائل التواصل الإجتماعي وأنشأت مجموعة خاصة على الواتس آب وصفحة على الفيس بوك أدتا دورهما على أكمل وجه من حيث الترويج والتعريف بالمبادرة وجمع التبرعات، فكانت الإستجابة للمبادرة والتفاعل بالدعم بشكل منقطع النظير وغير متوقع،
هَبَّتِ العطايا والمساهمات من الخيرين رغم الظروف التي يعيشونها لكنهم أثبتوا بأن المعاناة تولد الإنجاز وبالتعاون يتحقق الإعجاز؛ و كانت شرارة الإنطلاق في طلعة الحدية حيث أعلن عن مناقصة لرصفها بالمتر المربع رصفاً إسمنتيا وحسب مواصفات الصندوق الإجتماعي للتنمية؛ وبالفعل بدأ التنفيذ. 
وحينما رأى الخيرون العمل على أرض الميدان وشعروا بأن الحلم بدأ يتحقق زاد جودهم وسخائهم واندفاعهم لفعل الخير وساهم الأفراد والتجار والقرى مساهمات سخية؛ لم يقتصر خير المبادرة على الطريق المستهدفة فحسب بل عَـــمّ خيرها طرقاً فرعية، وكذلك طرقاً خارج العُزلة والمديرية فأُخِذَت الفكرةُ واستنسخت في عدة مديريات في إطار المحافظة كالعدين ومذيخرة وبعدان وفي خارج المحافظة كوصاب في محافظة ذمار وغيرها...؛

كما حققت المبادرة أهدافاً كثيرة غير الرَّصف حيث وحدت هذه المبادرة أبناء المنطقة على كلمة سواء وهدف واحد بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وأفكارهم وزرعت الألفة والمحبة بينهم كما ظهر في عهدها عدد من الشعراء والكتاب والمبدعين لم يكن أحداً يعلمهم قبل ذلك...؛



تجربة فريدة إن قلدت واستنسخت في كل القرى والعزل والمديريات والمحافظات سيكون لها أثر بالغ بالنهوض بالوطن وستسهم إسهاما كبيرا في انتشال عدد من المناطق وتحريرها وإنقاذ أهلها من البؤس والمشقة التي يعانونها وسيكتب التاريخ فضلا كبيرا لأبناء عزلة بني احمد الثلث مديرية فرع العدين محافظة إب لتأسيسهم لهذه المبادرة وسَنَّهُم لهذه السُّنّة الحسنة واعتمادهم على أنفسهم في بناء حاضرهم ليكون حاضراً مشرقاً ويكون المستقبل بإذن الله أجمل..........

📝 اللجنة الإعلامية لمشروع الرّصف.

تم عمل هذا الموقع بواسطة