مبادرة البذل والعطاء، مبادرة الخير والإنماء، مبادرة التعمير والبناء، تحقَّق بفضلها كثيرٌ من الأحلام، وأصبح في عهدها كثير من الأمنيات حقائق ماثلة للعيان؛ لتصبح حديث الزمان، وعروسة المكان، مشرقة مضيئة يعجز عن وصفها بنو الإنسان.

نعم، فَتَحْتَ هذا العنوان تختبئُ كثيرٌ من المفاجآت والحقائق والوقائع التي تحولت -بفضل العزائم الصادقة والإرادات الخيّرة والأيادي السخية الكريمة- إلى واقعٍ معاش بعد أن كانت ضرباً من الخيال أو مُحالاً من المستحيلات.

رصفُ طُرقاتٍ بمبالغ مليونية؛ يُعَد من أحلام اليقظة الجريئة التي لا يحلم بها إلا مَن كان ذا قدرة خارقة على التفكير وعزم صادق وإرادة فولاذية لا تلين؛

فَمِثلُ هذه المشاريع لا تجاريها إلا حكومات ذات ثروات وميزانيات وعائدات تمويلية أو صناديق اجتماعية ذات دعم أُمَمي.

انطلقت المبادرة في بيئة خشنة وجفاف يضرب عمق المجتمع، وأجواء حربٍ طاحنة، وطقوس مخيفة، وحكومة متفككة، وإدارة ليس لها وجود؛ اللا دولة هي السائدة، انهيار لكل أركان المؤسسات الحكومية؛

وضع اقتصادي مُزْري، وانفلات أمني مخيف، نزوح جماعي، وجوعى حيارى، وخراب ودمار، وبطالة وفقدان للأعمال، وقطع رواتب وحرمان.

في خضمّ هذه الأعاصير والفوضى وعدم الاستقرار؛ وُلِدت المبادرة في تربةٍ خصبة كانت بذرتها عالقة في أفكار وقلوب وعقول أبناء: عزلة بني أحمد - مديرية فرع العُدَين - محافظة إب؛ فاحتضنوها، ورعوها حق رعايتها، وتعاهدوها بالتشجيع والإيثار، وتلاقحت طموحاتهم التي لاحتْ لهم في أفق المبادرة، وتشابكت الأيادي لحمايتها، وتضافرت الجهود لتحقيق مرامها وأهدافها.

انطلقت شرارتها بتثبيت قواعد نجاحها، بتشكيل لجنة من شخصيات ذات سيرة نظيفة، من أبناء المنطقة، تتمحور حولها كل النشاطات، وتُوكَل لها قيادة دفة المبادرة وإرساء غاياتها وتحقيق أهدافها، وتكون محل ثقة لدى عامة الناس من التجار والميسورين، والخيّرين والمتصدقين، وكل ذي سعة في ماله وجاهه، والموظفين، والمغتربين، وكل الجهات ذات التكتلات والثّقَل في المجتمع.

هذه الشخصيات (اللجنة المختارة): لا بُدّ أن تكون ذات قدرة على الإدارة، وعلى التعامل مع كل ألوان وأطياف المجتمع المختلفة، بكل ليونة ومرونة؛ حسب مقتضى الحدث والمرحلة، وتكتسب أيضاً رصيداً اجتماعياً وتاريخا نظيفا وسيرة عطرة وسمعة طيبة، ومن المتجرّدين في أعمالهم عن الحزبية والفئوية والعصبية، ويغلّبون المصلحة العامة على أي مصالح أخرى ضيقة.

وقد كان الاختيار موفقاً، وتم بالفعل تشكيل لجنة من أنزَهِ الشخصيات المشهود لها على كافة المستويات، وكانت هذه اللجنة أمام تحدٍ صعب، فكانت نِعْم اللجنة بكفاءتها، وجِدّها وعملها، وصدق توجّهها، وقوة عزيمتها؛ فمَضتْ بكل عزم وثبات نحو بلْورة الأفكار إلى خطط عملية على أرض الواقع.

في هذه الأجواء المُعتِمة والمُلبّدة بأدخنة الدمار والحروب والفاقة التي بلغت أشُدها؛ تبلورت وتطورت الأفكار لتضع اللجنة أُولى لبناتها الأساسية لسريان الفكرة وتمريرها لكآفة الناس، وعرض مشروعها على الجميع؛
فقامت اللجنة بصياغة ورقة، وتمريرها لعدد من الخيّرين للإعلان عن مساهماتهم، والتوقيع عليها؛ كانطلاقة أولية لجمع التبرعات بواسطة/ نبيل عبد العزيز عبد الله؛ صاحب الفكرة، وأحد كبار المنسقين للمبادرة؛ فبادر عدد من الخيّرين بتدوين مساهماتهم، وكانت الاستجابة لا بأس بها، إلا أن هذه الفكرة لم تكن كافية، وليست بمستوى الطموح الذي ينشده الجميع، فكان القرار في:24 يوليو 2016 م؛ بإنشاء مجموعة على صفحة التواصل الاجتماعي:
(واتس آب)؛باسم: مبادرةالأهالي لرصف الطرقات.

تمت إضافة معظم الفاعلين في المنطقة تحت سقف افتراضي واحد من خارج الوطن وداخله؛ موظفين وأصحاب مهن، تجارًا ووجهاء، فكانت خطوة موفقة للاستفادة من تطورات العصر ووسائل التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص.

وفي ذات الصدد وجدت اللجنة العامة لمبادرة الأهالي أنه من الضروري أن يوجد لها شركاء يعينونها على النجاح وتحمل تبعات المبادرةِ؛ فقامت بإنشاء لجنة إعلامية تتكفل بمتابعة المساهمين والإعلان عنهم، وتأطير كل الأعمال والخطوات المتعلقة بالمشروع؛ من نقل صور وأحداث من أرض الواقع، وإعداد تقارير شبه يومية وأسبوعية وشهرية؛

فكان لِلّجنة الإعلامية بصمة واضحة في إيصال الرسالة لعامة الناس، وكان لها أثرٌ ترويجي سلس وواضح للجميعِ؛ تجاوب معه الناس، واستقبلوه بتفاعل إيجابي كبير، وهذا التفاعل الإيجابي الذي برز؛ كان السمة البارزة لأهالي المنطقة وأبناء المديرية كلها، فكانت الأحلام تكبر كل يوم، والطموح يتوسع مع كل إعلان للتبرع.

تمثّلتْ أولى اللبنات بإعلان لجنة الأهالي عن مناقصة عامة لرصف (طلعــة الحَدِيّة)، وهي بنفس الوقت لا تملك في خزينتها أي شيء من التمويل، وتم تحديد موعد للإعلان عن فتح المظاريف التي تخص طلعة الحدية، وأُعلِن عن الفائز في المناقصة،

تلا ذلك إطلاق دعوةٍ للناس عامة عبر المجموعة الخاصة بالمبادرة إلى المساهمة في رفد الصندوق الخاص بالمبادرة؛ كلٌ بما تيسر، وجرت في غضون ذلك اتصالات مكثفة، وتواصلٌ من قِبَل أعضاء اللجنة واللجنة الإعلامية مع كثير من الخيّرين والشخصيات الاجتماعية ذات الثقل الاجتماعي؛ فكانت النتيجة مبهرة، وكان التفاعل مشجعا لحدٍ كبير.

كما قامت اللجنة الإعلامية بوضع قائمة لأوائل المتبرعين والمساهمين، فلَمْ تمر لحظة إلا وتجد عشرات المساهمين والباذلين؛ سواءً بمساهمات عينية أو نقدية، وما أن تسامع الناس بالمبادرة، حتى تدفقت سيول من الإعلانات عن المساهمين والمتبرعين والباذلين.

كان التجار في مقدمة المساهمين، والموظفون اقتطعوا جزءاً من رواتبهم الشهرية لولا قَدَر الله الذي حال بينهم وبين ما يشتهون؛ بقطع الرواتب؛ بفعل الأوضاع القائمة، والنساء المعدمات بِعْنَ المواشي والحليّ لينلْنَ شرف المساهمة في مبادرة الخير، والأطفال اقتطعوا من مصاريفهم، والعاملون أسهموا بما يستطيعون دعماً للمبادرة، وكان للمغتربين دور محوري في العطاء؛ سواءً في المساهمة في مبادرات رصف طلعات النقيل العام (الثلث) أو في المبادرات الفرعية الخاصة بالقرى، فكانوا عموداً متيناً وركناً أساسياً في رصف كل الطلعات.

كما انبرت القرى معلنةً تبنيها لرصف طلعة من الطلعات؛ تحت شعار خاص بالقرية المُتبنّية، وتكفلت بالتمويل والإعداد، مع إشراف مباشر من لجنة الأهالي، وبعضُ القرى تبنتْ إحدى الطلعات في نقيل الثلث ضمن الطريق العام، وأخرى في طلعات فرعيّة.

تفجرت خلال فترة وجيزة مفاجآت ضخمة؛ كانت إحداها: تبنِّي أحد المغتربين، وهو: السيد/ أبو ياسر قاسم عمر؛
حيث تبنّى: (طلعة شاطح الشمس) في طريق الثلث؛ أكبر طلعة في هذا الطريق، حيث بلغت تكلفتها ما يقارب ستة ملايين ريال، وكان هذا ضمن النتائج التي قامت بها لجنة الأهالي عبر تواصلها الحثيث.

توالت المفاجآت والمنافسات والسباق على فعل الخير، وكما أشرنا آنفاً؛ حيث أعلنت القرى عن تبنّيها لرصف طلعة من طلعات النقيل العام، وأخرى في الطرق الخاصة؛ فقد كان لأصحاب الثلث السبق في الإعلان عن مبادرتهم الأهلية لرصف (طلعة الإمريخ)، وكانوا الأسبق أيضاً في التنفيذ.

وكذلك أعلن أبناء وادي بَوكر عن (هبّة الشباب البَوكري) لرصف (رأس المركبة)، فكانت هبّتُهم نوعيّةً أذهلت الجميع، وجمعت بين الجودة والإتقان وسرعة الإنجاز.

كما أعلن أبناء قرية النجارين عن تبنّيهم لرصف (طلعة المدرسة)، فكانوا عند وعدهم، وهبّوا جميعـاً هبة رجل واحد، وسطّروا لوحة جمالية رائعة وكرنفالاً بديعًا، فكان عملهم عنوانا للدقة وسرعة التنفيذ، وكانوا عنواناً للتفاعل والتعاون.

وفِي الوقت نفسه كانت (طلعــة العَكْشَة) تنزع لباس البؤس والنكد والمعاناة، وتكتسي ثوباً سندسياً جميلاً يسر كل ناظر ويبهج كل سائر؛ من خلال مناقصة أعلنت عنها لجنة المبادرة، وبتمويل من صندوقها المدعوم من رجال الخير.

وأيضاً أعلن أبناء الثلث السَّافل عن تبنّيهم لرصف (طلعة النَّجْد) كأكبر طلعة تتبناها القُرى في الطريق العام، وسطروا من خلالها أقوى ملاحم البطولة والتضحية في سبيل الصالح العام.

وبجانب (طلعة النجد)، تبنّى/ محمد علي دبوان وأبناؤه طلعة، وجعلوها صدقة على ولدهم المُتوفَّى/ إياد –رحمه الله-، وسميت باسمه؛ (طلعة إياد).

ولا ننسى أهالي المقاديح وبصمتهم، فقد تبنّوا رصف: (طلعة يوسف مقبل).

كما كان لمحلات/ حمود أحمد يوسف وإخوانه التجارية نصيب من الخير؛ حين أعلنوا عن تبنّيهم وتمويلهم (لطلعة الخَرِبة)، فتم الإنجاز، ودونت لهم هناك بصمة تاريخية لن تنمحي بتتابع الأيام ومرور الزمن.

وكذلك قرية المنبر التي أضافت لمسات فنية ومعمارية جميلة وزخرفة رائعة؛ نظمها أهالي المنبر في (طلعــة القحيماء) و(ملف المنبر)، فكان الإنجاز حليفهم، والفن والإبداع عنوانهم.

كما كان لقرية الشِّعْب تلاحم عجيب في تنافس الأهالي بالمساهمة الخيرة التي كلَّلت مبادرتهم بالنجاح المتقن.

وأما أهالي الكريبية، فقد شقوا طريقا ترابيا، وصل قريتهم بالقرى المجاورة.

والمزحانة هي الأخرى نفذت أعمال رصف في وسط القرية، وأخرى في ملف السَّد.

والسهلة التي أعلنت الرباط، وفرشت البساط، وتجاوزت الإبداع إلى الإمتاع؛ بإنجازها لرصف (طلعــة السُّهيلى).

والغَول سطرت أروع مثال، وجسدت عطاءها خير تجسيد، ورصفت طلعــةً في الغول كانت قبل الرصف بمثابة هول من الأهوال،

ووثّقت تفاعلها وإخلاصها بمساهمة كبيرة ضمن المبادرة الخاصة بنقيل السُّوادة الذي يعتبر شريان حياة للمنطقة برمتها.

والدُّمَينة في قمم الجبال تناطح السحاب علواً وشموخا واعتزازًا، فكان للأهالي هناك بصمة جميلة.

وكان لأهالي الشرف *بصمتان: الأولى: في النقيل العام، والثانية: في الطريق الفرعية، حيث كان لهم تسابق عجيب وتنافس فريد، أعلنوا ووعدوا، وجمعوا ونفذوا، فكانوا للخير أبرز عنوان، وللتعاون نموذجًا واضحًا للعيان.

كما كان لأبناء المَدْهَف والمِقْطار واللُّعَيدان نصيب من التفاعل مع المبادرة؛ فقاموا برصف (طلعة اللُّعَيدان) و(طلعة القُرَيَّات).

وأبناء حناهب كان لهم مشاركة في هذا السباق والتنافس،
حيث تبنّوا (طلعة المَدْرَجَة)، فألبسوها أبهى حلة.

وفِي الدرب كان لأبناء الدرب وشعب خلف كلمة فصل في ربيع الرّصف، بانَ حماسهم، وتوحدت جهودهم، وأنجزوا رصف طلعتين بعمل يفوق الوصف.

وفِي (الحفير) ظهر هناك نجم أضاء المنطقة بأسرها؛ إنه الفارس المقدام، ورجل الكــرم الهُمام؛ عبد القادر الشقراني الذي أسهم بالملايين، وبذل الكثير في سبيل رصف (نقيل الحفير)، فلا ينتهي الرّصف في طلعــة هناك إلا وأعلن عن مساهمة عظيمة لرصف طلعــة أخرى، فكان المحفّز والدافع لجميع أبناء القُرى المجاورة الذين أعلنوا النفير، وهبّوا جميعـاً لرصف ذلك النقيل الخطير، فأبدعوا وأجادوا، ونالوا أعلى مراتب الجودة والإتقان.

أما أهالي بني يوسف، فقد قاموا برصف (طلعة الشُّطَيط).

وفِي (نقيل السُّوادة) أعمال الرّصف جارية هناك على قدم وساق، وقد كانت اليد الطولى، والمساهمة الأولى؛ لشركة الاتصالات الرائدة؛ (يمن موبايل)، والتي أسهمت بمليون ريال لرصف هذا النقيل العنيد.

وفِي (ملف صمعر) تجري هذه الأيام الاستعدادات لتشييد جدار الحماية من السيول؛ والذي سيكون له أثر إيجابي كبير على الطريق هناك، ورصف هذا الملف ينتظر إسهامات الكرماء والخيّرين لينتشلوه من الوضع الذي يعيشه؛ لأنّ الميزانية المتوفرة حتى الآن لا تكاد تكفي لتنفيذ الجدار الساند فقط، وقد أطلق عليه فيما بعد (ملف المرحوم/ فهد الشقراني)، وقد كان للشيخ/ عبد القادر الشقراني مساهمة كبيرة في دعم هذا الملف.

هناك الكثير من أعمال الرّصف التي دُشّنت هنا وهناك؛ يصعب في هذا المقام حصرها؛ ففي العرمة تم الإعلان عن رصف طلعة تكميلية (لنقيل رُحامة)، وفِي الأحسون والإشراف دُشنت أعمالٌ للرّصف هناك.

لم تتوقف الثورة التنموية الإنجازية عند حدٍ، بل مضت في طريق المجد، وبلغت العُلا، وأيقظت الروح التعاونية والتكافلية في العُزلة والمديرية.

عندما بلغت المبادرة الأهلية ذروة التفاعل، وأصبحت معظم الطُّرق الوعرة ضمن خطة معينة وآلية أعدتْها لجنة مبادرة الأهالي؛ كان لأبناء المنطقة صوت وإشراف مباشر على سير عملية الرصف؛ ابتداءً من (طلعة الحدية)، مرورًا بكل المناطق التي نفذت فيها أعمال الرصف هنا وهناك، حيث كانوا يُبدون الملاحظــات، ويضعون المقترحات؛ خصوصا فيما يتعلق بجودة الرّصف ومواصفاته التي كانت اللجنة قد أعلنت عنها، وأكدت عليها في كل عقد تبرمه مع المقاولين؛ بأن تكون متوافقة مع مواصفات الصندوق الاجتماعي للتنمية.

ولا ننسى دور الصندوق الاجتماعي للتنمية، فقد تفاعل مشكوراً مع هذا الحدث التعاوني، وأبدى استعداده لأي مشورة أو دعم فني، وجسّد هذا التفاعل عملياً من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها كل من: المهندس/ مالك الكامل: ضابط مشاريع الطرقات في الصندوق، والمهندس/ عصري البعداني: ضابط الجودة الشاملة في الصندوق، حيث قاما بعدد من الزيارات لعدة أماكن، وأبديا التعليمات والملاحظات والتوصيات.

حِراكٌ جوهري أيقظ جذوة العطاء التي كانت نائمة في ضمير المجتمع لدى غالبية الناس، وأشعل السباق الخيري وشمعة البذل التي كانت شبه طافية في المجال العام، وأنار القلوب بنور الحب والتعاون والتوحد والتكاتف والإيمان بأثر الصدقات الجارية.

لم تكن هذه المبادرة التي انطلقت شرارتها في عزلة بني أحمد الثلث محتكرة فيها، بل تكاثرت في كل عزل المديرية، وامتدت إلى كثير من المديريات في إطار المحافظة: كمديرية بعدان والحزم والعدين، وذاع صيتها لتصبح نموذجاً يُستنسخ في مديريات ومحافظات الجمهورية، مثل: مديرية وصاب في محافظة ذمار، ومخلاف والأمجود في محافظة تعز، وغيرها الكثير، وهو امتداد طبيعي للجهود الإعلامية التي بُذلت من قِبَل جميع أبناء المنطقة في وسائل التواصل الاجتماعي،
أمثال: صادق مسعد المنبري, ومهدي أمين محمد، ومارش طاهر المنبري، وفهد مسعد قاسم الشرَفي، وعبد الغني الحميري، ودارس مسعود, وغيرهم،
إضافة إلى اللجنة الإعلامية الخاصة بالمشروع التي لم تكتفِ بالتواصل عبر مجموعات الواتس، وإنما أنشأت صفحة للمبادرة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، والتي شكلت واجهة خارجية للمبادرة ونشاطها المستمر؛ في عرض كل جديد، والتسويق لها، وتقديمها بصورة رائعة؛
حيث مدّت اللجنة الإعلامية كل مَن تواصل معها: بآلية التواصل، وبنود المبادرة وأهدافها، ونسخت لهم الشعارات، وبذلت الكثير من الجهود مع كل مَن تواصل معها من مختلف المناطق والمديريات.




لم تقتصر خيرات المبادرة في مجال رصف الطرقات فقط، ولكن امتدت خيراتها إلى مختلف المجالات:

فقد توحدت في ظلها جهود كل أبناء المنطقة؛ مسؤولين ومواطنين عاديين ومهندسين وعسكريين ومدنيين، ومغتربين ومقيمين، وطلاباً ومعلمين، وتجارًا وعمالًا، وبسطاء ووجهاء ومشايخ وشخصيات اجتماعية، وكل أطياف المجتمع؛ توحدوا في بوتقة واحدة، ومضوا جميعـاً في درب الإنجاز والبناء والتآخي والتآلف والتآزر،

وذابت الحزبيات والتعصبات والتشاحنات والمناطقية والبغضاء والتنافر، واجتمع الناس بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم صوب هدف واحد وواضح ومحدد ينشده الجميع،

إضافة إلى تأهيل عدد من المقاولين والمعلمين في مجال الرّصف؛ امتدت أعمالهم إلى عدة مديريات، كما خلقت هذه المبادرة عددًا من فرص العمل لأبناء المنطقة،

وبرز في عهدها وتحت ظل سمائها عدد من الكتاب والشعراء، كما برز المبدعون في مجال التصوير والمونتاج والإخراج والتصميم، وجسدوا أعمالاً فنية في منتهى الروعة والجمال.

جهود جبارة، وأعمال عظيمة وجليلة جسّدها أبناء المنطقة من خلال المبادرة: فهناك من جنّد نفسه ووهب وقته وسخر إمكانياته لخدمة المبادرة، وهناك من حمل همّ الرّصف وسخر من وقته الكثير لمتابعته وتتبع أخباره،
مثل: مكين قحطان المنبري، وعبد الناصر المنبري، وأحمد المحرابي، وفتحي الحداد، ووليد الحداد، وعبد العالم عبد الماجد المنبري،
والقائمة تطول، ولا يتسع المقال لذكرها، وبفضل جهود الجميع وواحدية توجههم؛ ستمضي المبادرة في طريقها، ولن تتوقف -إن شاء الله- إلا بتحقيق كامل أهدافها.

لقد مثلت المبادرة شرارة انطلاق للأعمال الخيرية في المنطقة، ونجاحُها يُعد بمثابة حجر أساس لأعمالٍ خيرية واسعة في المنطقة، وانطلاقة ريادية، وعهد جديد يسطره الخيّرون من أبناء المنطقة، ويكتبون حاضراً مشرقاً، ومستقبلاً يكون -بإذن الله- أجمل.

تم عمل هذا الموقع بواسطة